المخ والزمان :
إن أمخاخنا تحتوي على شرائط الذاكرة المختزنة لكل شيء رأيناه أو شعرنا به ويمكن لهذه الأشرطة
أن تدار مرة أخرى بتنبيه اللحاء الزمني للمخ بمسبر كهربائي وبذلك فإن السفر في الزمان متيسر
من خلال إثارة هذه الشرائط للذاكرة الكامنة .
إن للمخ قدرته على إعادة أداء أي موضوع والمثير في الدراسات النفسية والفيزيولوجية اننا بالفعل
ننقسم إلى شخصين يعيشان داخل رؤوسنا في النصفين الكرويين الأيمن والأيسر للمخ .
وفي حين يهيمن النصف الأيسر على اللغة يختص النصف الأيمن بالتعرف والتخيل.. فإذا قيل أن
النصف الأيمن (عالم مختص بالمنطق والتفكير ) فإن النصف الأيسر (فنان مختص بالتذوق الفني)
وبما أن فصيّ المخ يرتبطان عن طريق الألياف العصبية (في الجسم الثفني) فإن استئصال هذه الألياف
سيؤدي إلى أن يعمل كل جزء كما لو أنه منفصل عن الآخر.. وقد أجريت دراسات وتجارب عديدة
حول هذا الموضوع.. إلا أن المثير في هذه الدراسات أن المخ الأيسر لديه إحساس قوي بالزمان
في حين أن الأيمن لا يملك شيئاً من هذا الإحساس..إلا أن هذا لايعني أن النصف الأيمن يفتقر إلى القدرة
على حساب الزمن بل على العكس حين تقول لنفسك أنه ينبغي عليك أن تستيقظ في الخامسة صباحاً
بالضبط وتفتح عينيك والساعة تدق الخامسة فإن هذا من عمل النصف الأيمن للمخ.
إذا كان الزمان من اختراع النصف الأيسر للمخ فالزمان من حيث هو كذلك لايوجد في الطبيعة
لأن الطبيعة لاتضم إلا أحداثاً متعاقبة فالزمان مفهوم نفسي ومن اختراع النصف الأيسر للمخ
ولكن إذا كان النصف الأيسر لايعمل في مقولات المنطق والعقل الصارمة وأن الطبيعة
لاتعرف مثل هذه المقولات ..فما الحل ..؟
في الواقع إن إحدى مشكلاتنا الأساسية هي نهجنا العقلاني المخي الأيسر وفي بحثنا لمختلف
الظواهر بهذه الطريقة ومنها ظاهرة الزمن.. في الواقع إن التفكير يتطلب الحس والتأمل
مثلما يتطلب التحليل العقلي والمنطقي.. فقد بيّنت بعض الدراسات أن المصابين
"بتناذر كورساكوف النسياني " تصاب اتجاهات الزمان والقدرة على ترتيب الحوادث زمنياً
بشكل بالغ وكثيراً ماتساءل العلماء هل هذا اضطراب في الذاكرة أم اضطراب في إدراك الزمان
إن هذه النتيجة تصدق على اختزان الأحداث الحسية ( الذاكرة الحسية ) ولكن ماذا عن الذاكرة المجردة
كما هو الحال في الذاكرة اللفظية التي لاترتبط بزمان ومكان معينين.
فإذا كان المرضى بنصف الكرة الأيمن يعانون مما نسميه معايشة "توقف الزمن "
حيث يدرك المريض وكأن الزمان متوقف فيدرك المريض المحيط الموضوعي وكذلك "الأنا"
الذاتية على أنهما قد تغيرا كلياً كما يفقدون الإحساس بالزمن فيبدو الزمن وكأنه غير موجود وأنه
ليس باستطاعتهم ذكر مدة الحوادث إضافة إلى ذلك يشعر هؤلاء المرضى بما يسمى "تباطؤ الزمن"
و"الجريان المعكوس للزمن" وكذلك "الجريان المتسارع للزمن" في حين مرضى النصف الأيسر
للمخ يدركون الزمان والمكان بشكل ضعيف بسبب حالة "تغيم الوعي" أو شبه الوعي..
إنهم ينتقلون باتجاه المستقبل مع ميل إلى زوال الماضي عكس مرضى النصف الأيمن اللذين ينتقلون
أكثر إلى الماضي مع ضعف وزوال للحاضر والمستقبل..
في الواقع إن هذا الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك فنحن نحاول وصف هؤلاء وأولئك وكأن كلاً من نصف
الكرة الأيمن والأيسر يعملان في أبعاد المكان والزمان ذاتها المشتركة بالنسبة لهما..
فالتكامل بين عمل نصفي المخ هو الدليل المؤكد على تعقيده.
الحقيقة حسيت الموضوع مهم وشيق
لذلك أخترت أني ضيفه بمنتدانا الحبيب
وبتمنى ينال اعجابكم
وشكراً..
إن أمخاخنا تحتوي على شرائط الذاكرة المختزنة لكل شيء رأيناه أو شعرنا به ويمكن لهذه الأشرطة
أن تدار مرة أخرى بتنبيه اللحاء الزمني للمخ بمسبر كهربائي وبذلك فإن السفر في الزمان متيسر
من خلال إثارة هذه الشرائط للذاكرة الكامنة .
إن للمخ قدرته على إعادة أداء أي موضوع والمثير في الدراسات النفسية والفيزيولوجية اننا بالفعل
ننقسم إلى شخصين يعيشان داخل رؤوسنا في النصفين الكرويين الأيمن والأيسر للمخ .
وفي حين يهيمن النصف الأيسر على اللغة يختص النصف الأيمن بالتعرف والتخيل.. فإذا قيل أن
النصف الأيمن (عالم مختص بالمنطق والتفكير ) فإن النصف الأيسر (فنان مختص بالتذوق الفني)
وبما أن فصيّ المخ يرتبطان عن طريق الألياف العصبية (في الجسم الثفني) فإن استئصال هذه الألياف
سيؤدي إلى أن يعمل كل جزء كما لو أنه منفصل عن الآخر.. وقد أجريت دراسات وتجارب عديدة
حول هذا الموضوع.. إلا أن المثير في هذه الدراسات أن المخ الأيسر لديه إحساس قوي بالزمان
في حين أن الأيمن لا يملك شيئاً من هذا الإحساس..إلا أن هذا لايعني أن النصف الأيمن يفتقر إلى القدرة
على حساب الزمن بل على العكس حين تقول لنفسك أنه ينبغي عليك أن تستيقظ في الخامسة صباحاً
بالضبط وتفتح عينيك والساعة تدق الخامسة فإن هذا من عمل النصف الأيمن للمخ.
إذا كان الزمان من اختراع النصف الأيسر للمخ فالزمان من حيث هو كذلك لايوجد في الطبيعة
لأن الطبيعة لاتضم إلا أحداثاً متعاقبة فالزمان مفهوم نفسي ومن اختراع النصف الأيسر للمخ
ولكن إذا كان النصف الأيسر لايعمل في مقولات المنطق والعقل الصارمة وأن الطبيعة
لاتعرف مثل هذه المقولات ..فما الحل ..؟
في الواقع إن إحدى مشكلاتنا الأساسية هي نهجنا العقلاني المخي الأيسر وفي بحثنا لمختلف
الظواهر بهذه الطريقة ومنها ظاهرة الزمن.. في الواقع إن التفكير يتطلب الحس والتأمل
مثلما يتطلب التحليل العقلي والمنطقي.. فقد بيّنت بعض الدراسات أن المصابين
"بتناذر كورساكوف النسياني " تصاب اتجاهات الزمان والقدرة على ترتيب الحوادث زمنياً
بشكل بالغ وكثيراً ماتساءل العلماء هل هذا اضطراب في الذاكرة أم اضطراب في إدراك الزمان
إن هذه النتيجة تصدق على اختزان الأحداث الحسية ( الذاكرة الحسية ) ولكن ماذا عن الذاكرة المجردة
كما هو الحال في الذاكرة اللفظية التي لاترتبط بزمان ومكان معينين.
فإذا كان المرضى بنصف الكرة الأيمن يعانون مما نسميه معايشة "توقف الزمن "
حيث يدرك المريض وكأن الزمان متوقف فيدرك المريض المحيط الموضوعي وكذلك "الأنا"
الذاتية على أنهما قد تغيرا كلياً كما يفقدون الإحساس بالزمن فيبدو الزمن وكأنه غير موجود وأنه
ليس باستطاعتهم ذكر مدة الحوادث إضافة إلى ذلك يشعر هؤلاء المرضى بما يسمى "تباطؤ الزمن"
و"الجريان المعكوس للزمن" وكذلك "الجريان المتسارع للزمن" في حين مرضى النصف الأيسر
للمخ يدركون الزمان والمكان بشكل ضعيف بسبب حالة "تغيم الوعي" أو شبه الوعي..
إنهم ينتقلون باتجاه المستقبل مع ميل إلى زوال الماضي عكس مرضى النصف الأيمن اللذين ينتقلون
أكثر إلى الماضي مع ضعف وزوال للحاضر والمستقبل..
في الواقع إن هذا الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك فنحن نحاول وصف هؤلاء وأولئك وكأن كلاً من نصف
الكرة الأيمن والأيسر يعملان في أبعاد المكان والزمان ذاتها المشتركة بالنسبة لهما..
فالتكامل بين عمل نصفي المخ هو الدليل المؤكد على تعقيده.
الحقيقة حسيت الموضوع مهم وشيق
لذلك أخترت أني ضيفه بمنتدانا الحبيب
وبتمنى ينال اعجابكم
وشكراً..