أعتذر لقلبي
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي وجرعته ألما في لحظة حزني ونزعته وبدون تردد لأهبه لغيري
..
أعتذر لأوراقي
لأني كتبت بها وأحرقتها ورسمت الطبيعة عليها وبدون ألوان تركتها وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها وعندما عزمت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها وودعتها إلى الأبد
..
أعتذر للقلم
لأني في معاناتي أتعبته ولأني حملته الألم ولأحزان وهو في بداية عهده وعندما انتهى رميته واستعنت بأخر مثله
..
أعتذر للواقع
لأني بكل قسوة رفضته وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المرة وشكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيماً في المواقف الصعبة
..
أعتذر للأمل
حينما رحلت عنه وبدون استئذان ولازمت اليأس في محنتي .ومكابرتي
رغم مرارتي وآلامي أقول بأني أسعد إنسان فلقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمتي وتعذبني في ليلي دون إحساس الآخرين بي فعذرا أيها الأمل
..
أعتذر للسعادة
لأني عشقت الحزن ،وحملته شطرا من حياتي وعشقت البكاء لأني انفث به عن ألمي وعشقت قول الآهة لأنها تطفئ حرقة أناملي وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنها تحفظ لي كبريائي فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي
..
أعتذر للزهور
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها وحرمتها من العيش في بستانها ثم شممتها ولغيري أهديتها وبعدما لفظت أخر أنفاسها رميتها ودستها
..
أعتذر لأمي
لأنها تألمت عند ولادتي وسهرت على نشأتي ورعايتي فتبكي على بكائي وتسعد عندما تسمع ضحكاتي وتسقم لسقمي وتتعافى بمعافاتي.. وصبرت وتحملت طيشي وإزعاجي وتجاوزت عن أخطائي وتذكرت حسناتي
..
أعـــــــــتذرللحياة
حينما اتهمتها بالقسوة وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء
..
أعتذر لكلمة أعتذر
لأني أدخلتها في بحور شتي من الاعتذار فشكرا وعذرا..