[color=green]
[center][size=24]مناجاة...(أمّ)...
(أمّــــــــــــي)
بمناسبة عيد الأمّ، أقدّم هذه القصيدة النثرية إلى روح أمّي الطاهرة..وإلى كلّ أمّ، رحلت من دار الفناء،إلى دار البقاء...
*******************************
في عيدك..
وقفت على رمسك...
قرأت الفاتحة..
ركعت... صلّيت..
وسألت الحجارة الصمّاء:
هل حقيقة، رحلت أمّي..؟؟
*********************************************
ومن خلف جدران اللحد..!!
جاءني صوتك..من بعيد..
يصفر كالرّيح...
يجلجل كالرّعد..
يدمّر كالزلزال..
يحنو كالطفل..
بنيّ لاتجزع..
بنيّ لاتركع...
أمّك باقية..
أمّك لم ترحل..!!
**********************************************
وانتابني.. شعور بالرهبة...
شعور بالمحبّة...
شعور بالوقار...
فكتبت:أمّي..
كلمة..!!
يجب أن يتوقف عندها الوجود..!!
ولذكرها..
يجب أن يهمّ الناس بالسجود..
ويصلّوا للخالق المعبود..
**********************************************
بالأمس على جبهة الشمس...
حفرت اسم أمّي..
ثمّ وضعت تحته خطّاً أسوداً حزيناً..
أدميته من شرايين فؤادي..
وتساءلت:
هل رحلت أمّي..؟؟
فأجابني صوتك من وراء الأفق البعيد...
أمّك... لم أرحل..
باقية.. بجانبك ياولدي..
فابحث عنّي..
*********************************************
وخرجت إلى الحقول..
أبحث عنك..
وعلى كتف السواقي..
وفوق مصطبة الدّار..
وعند حواش الحبق...
وأمام عبتة التنّور..
بحثت عنك..
وسألت عنك:
صندوقك الخشبي المصفّد..
الذي حملته معك يوم زفافك..
سألت عنك:
مراية الدّار..
وقصائد الأشعار..
ومواسم الخصب..
وسنين القحط..
وخبز الذرة..
وقرص العنّة. والدردار.
**********************************************
وفي رحلة بحثي..
عن طيفك....عن ألقك..
حدثتني عن نضالك في الحقول..
المعاول..
من قاتلت بها..
أعشاب الأرض السمراء..
ومن لم تقاتل...
**********************************************
بحثت عنك....
خلف جدران دارنا
وعلى مراتع بيادرنا..
وعلى كتف سواقينا...
ردّد صوتك الدّافق بالحنين..
ثغاء الأغنام..
وهديل اليمام..
وصياح الدّيكة..
وصهيل الخيول..
وخوار البقر..
كلّهم متأهبّون...
يستغيثون...ينتظرون قدومك..
وأنت تحملين إليهم..
ما جززته من عشب التلال..
من قمح الغلال..
من هشيم الذرة..
بوركت يداك الكريمتان..
يانبع العطاء
ياأمّ القرى
**********************************************
وفي مضافتنا ذات الّسقف القصبي..
والخشب العتيق..
سأل عنك ضيوف الدّار..
واسترسل الزّوار..
بحديث كلّه عزّة وفخار..
أين حاتم الطائي..؟؟
أين عمر المختار..؟؟
في النّهار خليّة نحل..!!
وفي الليل جفنك لاينام
وراء الأستار..
تقيمين الليل...
وتصلينه بالنّهار...
ومع ذلك
ياأمّي
كنت آية في الحسن..
وأجمل... من وضع الخمار.!!
**********************************************
وفي رحلة بحثي عنك..
تحت دوالي الدّار..
وخلف كانون تشرين...
وبين جمرات النّار..
بحثت عنك في دفء القلب..
في حنايا الضلوع..
في ذكريات الماضي..
بحثت عنك في لوعة شوقي إليك...
بحثت.. عن لمسة يديك..
عن دفء صدرك..
عن سحر عينيك..
ويالوعتي...
وياخيبتي
لم أجدك..!!
وسألت:
هل رحلت... ياأمّي..؟؟
**********************************************
وفجأة وجدتك تقفين أمامي..
شامخة كالطود الشاهق..
ثمّ حلّقت عالياً..
فوق رسم الدّار..
كالنسر..كالباشق..
وجدتك تعبرين بي..
كالرّيح... كالإعصار..
ولكن...!!
تجلبين لي الخير..
كالمطر في آذار..
لالىء.. ودرر..
أغاثتنا بها الّسماء..
بعد أن نضب القلب...
وجفّت الأوتار..
**********************************************
وجدتك بجانبي..
ككأس ماء بارد..
يسقي ظمأي..
ولهيب شّوقي... يحرق جوفي..
كأنّني في تموز..
وعلى عتبات أيار...
وجدتك.... بين أعطاف قصائدي..
وفي ملاحم الأشعار..
وجدتك بجانبي..
على ضوء المصباح الخافت..
يدك الحانية...
تهزّ سريري..
تمسح جبيني..
تسقيني..
تغطّيني..
ماأعظمك..ياأمّي
وأنت تسهرين إلى جانبي...
ليل... نهار..
**********************************************
وأظلّ أناجي..
وأسأل طيف أمّي..
هل حقيقة،رحلت.؟؟.
لاأصدّق..
فمن عسف القدر..
أن يرحل من نحبّهم..!!
وأجاب صوتك من وراء الأفق البعيد..
بنيّ لاتجزع..
بنيّ لاتركع..
وضممتني بين ذراعيك..
ولثمت على جبيني قبلةً..
ثمّ رحلت بعيداً..بعيداً
في الأعالي..
حيث مثواك..
في جنان الخلد...
**********************************************
وسأظلّ في عيدك..
أناجيك..
وأحفر على جبين الشمس
اسمك..
ثمّ أضع تحته خطّاً أسوداً حزيناً..
أدميه من شرايين فؤادي..
وأقول:
هنالك.......هنالك..
في جنان الخلد... ترقد أمّي....!!
ثمّ أسأل:
وهل بعد ذلك ..
أكون قد..
ناجيت..
عيّدت ...
خلّدت ...أمّي...؟؟
**********************************************
شعر:ابن البلد
سلمية في /18/3/2010
(أمّــــــــــــي)
بمناسبة عيد الأمّ، أقدّم هذه القصيدة النثرية إلى روح أمّي الطاهرة..وإلى كلّ أمّ، رحلت من دار الفناء،إلى دار البقاء...
*******************************
في عيدك..
وقفت على رمسك...
قرأت الفاتحة..
ركعت... صلّيت..
وسألت الحجارة الصمّاء:
هل حقيقة، رحلت أمّي..؟؟
*********************************************
ومن خلف جدران اللحد..!!
جاءني صوتك..من بعيد..
يصفر كالرّيح...
يجلجل كالرّعد..
يدمّر كالزلزال..
يحنو كالطفل..
بنيّ لاتجزع..
بنيّ لاتركع...
أمّك باقية..
أمّك لم ترحل..!!
**********************************************
وانتابني.. شعور بالرهبة...
شعور بالمحبّة...
شعور بالوقار...
فكتبت:أمّي..
كلمة..!!
يجب أن يتوقف عندها الوجود..!!
ولذكرها..
يجب أن يهمّ الناس بالسجود..
ويصلّوا للخالق المعبود..
**********************************************
بالأمس على جبهة الشمس...
حفرت اسم أمّي..
ثمّ وضعت تحته خطّاً أسوداً حزيناً..
أدميته من شرايين فؤادي..
وتساءلت:
هل رحلت أمّي..؟؟
فأجابني صوتك من وراء الأفق البعيد...
أمّك... لم أرحل..
باقية.. بجانبك ياولدي..
فابحث عنّي..
*********************************************
وخرجت إلى الحقول..
أبحث عنك..
وعلى كتف السواقي..
وفوق مصطبة الدّار..
وعند حواش الحبق...
وأمام عبتة التنّور..
بحثت عنك..
وسألت عنك:
صندوقك الخشبي المصفّد..
الذي حملته معك يوم زفافك..
سألت عنك:
مراية الدّار..
وقصائد الأشعار..
ومواسم الخصب..
وسنين القحط..
وخبز الذرة..
وقرص العنّة. والدردار.
**********************************************
وفي رحلة بحثي..
عن طيفك....عن ألقك..
حدثتني عن نضالك في الحقول..
المعاول..
من قاتلت بها..
أعشاب الأرض السمراء..
ومن لم تقاتل...
**********************************************
بحثت عنك....
خلف جدران دارنا
وعلى مراتع بيادرنا..
وعلى كتف سواقينا...
ردّد صوتك الدّافق بالحنين..
ثغاء الأغنام..
وهديل اليمام..
وصياح الدّيكة..
وصهيل الخيول..
وخوار البقر..
كلّهم متأهبّون...
يستغيثون...ينتظرون قدومك..
وأنت تحملين إليهم..
ما جززته من عشب التلال..
من قمح الغلال..
من هشيم الذرة..
بوركت يداك الكريمتان..
يانبع العطاء
ياأمّ القرى
**********************************************
وفي مضافتنا ذات الّسقف القصبي..
والخشب العتيق..
سأل عنك ضيوف الدّار..
واسترسل الزّوار..
بحديث كلّه عزّة وفخار..
أين حاتم الطائي..؟؟
أين عمر المختار..؟؟
في النّهار خليّة نحل..!!
وفي الليل جفنك لاينام
وراء الأستار..
تقيمين الليل...
وتصلينه بالنّهار...
ومع ذلك
ياأمّي
كنت آية في الحسن..
وأجمل... من وضع الخمار.!!
**********************************************
وفي رحلة بحثي عنك..
تحت دوالي الدّار..
وخلف كانون تشرين...
وبين جمرات النّار..
بحثت عنك في دفء القلب..
في حنايا الضلوع..
في ذكريات الماضي..
بحثت عنك في لوعة شوقي إليك...
بحثت.. عن لمسة يديك..
عن دفء صدرك..
عن سحر عينيك..
ويالوعتي...
وياخيبتي
لم أجدك..!!
وسألت:
هل رحلت... ياأمّي..؟؟
**********************************************
وفجأة وجدتك تقفين أمامي..
شامخة كالطود الشاهق..
ثمّ حلّقت عالياً..
فوق رسم الدّار..
كالنسر..كالباشق..
وجدتك تعبرين بي..
كالرّيح... كالإعصار..
ولكن...!!
تجلبين لي الخير..
كالمطر في آذار..
لالىء.. ودرر..
أغاثتنا بها الّسماء..
بعد أن نضب القلب...
وجفّت الأوتار..
**********************************************
وجدتك بجانبي..
ككأس ماء بارد..
يسقي ظمأي..
ولهيب شّوقي... يحرق جوفي..
كأنّني في تموز..
وعلى عتبات أيار...
وجدتك.... بين أعطاف قصائدي..
وفي ملاحم الأشعار..
وجدتك بجانبي..
على ضوء المصباح الخافت..
يدك الحانية...
تهزّ سريري..
تمسح جبيني..
تسقيني..
تغطّيني..
ماأعظمك..ياأمّي
وأنت تسهرين إلى جانبي...
ليل... نهار..
**********************************************
وأظلّ أناجي..
وأسأل طيف أمّي..
هل حقيقة،رحلت.؟؟.
لاأصدّق..
فمن عسف القدر..
أن يرحل من نحبّهم..!!
وأجاب صوتك من وراء الأفق البعيد..
بنيّ لاتجزع..
بنيّ لاتركع..
وضممتني بين ذراعيك..
ولثمت على جبيني قبلةً..
ثمّ رحلت بعيداً..بعيداً
في الأعالي..
حيث مثواك..
في جنان الخلد...
**********************************************
وسأظلّ في عيدك..
أناجيك..
وأحفر على جبين الشمس
اسمك..
ثمّ أضع تحته خطّاً أسوداً حزيناً..
أدميه من شرايين فؤادي..
وأقول:
هنالك.......هنالك..
في جنان الخلد... ترقد أمّي....!!
ثمّ أسأل:
وهل بعد ذلك ..
أكون قد..
ناجيت..
عيّدت ...
خلّدت ...أمّي...؟؟
**********************************************
شعر:ابن البلد
سلمية في /18/3/2010