... حج هشام بن عبدالملك فلم يقدر على استلام الحجر الاَسود ، من شدّة الزحام فنُصب له منبر فجلس ... إذ أقبل الامام علي زين العابدين بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء ، فجعل يطوف ، فإذا بلغ موضع الحجر تنحّى الناس حتى يستلمه هيبة له وإجلالاً .. ) الاَمر الذي أزعج هشام ، فسأل متجاهلاً له : من هذا ؟ فكان جواب الفرزدق في قصيدته المعروفة التي دفع ضريبتها بعد فترة وجاء فيها
هذا الذي تعرف البطحـاء وطأته * والبيت يعرفـه والحـلُّ والحـرمُ
هـذا ابـن خيـر عباد الله كلُّهم * هـذا التقي النقـي الطاهـر العلمُ
إذا رأتـه قـريش قـال قـائلهـا * إلـى مناقب هـذا ينتهـي الكـرمُ
وليس قـولك مـن هذا ؟ بضائره * العُرب تعرفُ من أنكرت والعجمُ
يقول الامام زين العابدين وهو يبكي:
وهنّ المنـايا أي وادٍ سلكتـه * عليها طـريقي أو علـيّ طريقها
وكـلاً ألاقـي نكبةً * وكأس مرارّات ذعافاً أذوقها (1)
ثم يختتمها بدعاء دامع حزين : « يا نفس حتّامَ إلى الدنيا سكونك ؟ وإلى عمارتها ركونك ؟ أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ؟ ومن وارته الاَرض من أُلاّفك ؟ ومن فجعتِ به من إخوانك ؟ ونُقل إلى الثرى من أقرانك ؟ فحتّامَ إلى الدنيا إقبالك ، وبشهواتها اشتغالك وقد رأيتِ انقلاب أهل الشهوات ، وعاينتِ ما حلَّ بها من المصيبات ... » (2).
____________
هذا الذي تعرف البطحـاء وطأته * والبيت يعرفـه والحـلُّ والحـرمُ
هـذا ابـن خيـر عباد الله كلُّهم * هـذا التقي النقـي الطاهـر العلمُ
إذا رأتـه قـريش قـال قـائلهـا * إلـى مناقب هـذا ينتهـي الكـرمُ
وليس قـولك مـن هذا ؟ بضائره * العُرب تعرفُ من أنكرت والعجمُ
يقول الامام زين العابدين وهو يبكي:
وهنّ المنـايا أي وادٍ سلكتـه * عليها طـريقي أو علـيّ طريقها
وكـلاً ألاقـي نكبةً * وكأس مرارّات ذعافاً أذوقها (1)
ثم يختتمها بدعاء دامع حزين : « يا نفس حتّامَ إلى الدنيا سكونك ؟ وإلى عمارتها ركونك ؟ أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ؟ ومن وارته الاَرض من أُلاّفك ؟ ومن فجعتِ به من إخوانك ؟ ونُقل إلى الثرى من أقرانك ؟ فحتّامَ إلى الدنيا إقبالك ، وبشهواتها اشتغالك وقد رأيتِ انقلاب أهل الشهوات ، وعاينتِ ما حلَّ بها من المصيبات ... » (2).
____________