إذا فتشنا قليلاً في رفوف ذاكرة مدينة "سلمية"، سنجد بقايا رجلٍ تناسى آلام مرضه العنيد وهو يحاول أن يضع مدينته بأدبها وفكرها على كفة ميزان التاريخ، ذلك كان بكتابه الذي نجح في مقاومة الموت حتى انتهى من كتابة صفحاته الأخيرة. إنه الباحث والناقد والأديب "فايز الضمان"، الرجل الذي ترك لنا بصمةً، لن ينساها الناس على مدى أجيال قادمة.
موقع eSyria التقى الطبيب الشاعر "فراس الضمان"، النجل الأكبر للباحث "فايز الضمان" يوم الاثنين في 21 أيلول 2009، فحدثنا عن والده قائلاً: «ولد أبي في قرية "برّي الشرقي" في 13 حزيران 1941. درس الابتدائية والإعدادية في مدينة "سلمية"، ومن ثم أوفد إلى مصر للدراسة في الجامع الأزهر في قسم اللغة العربية، وكان رئيساً للبعثة السورية آنذاك. عاد إلى سورية في عهد الانفصال ولم يكمل دراسته الجامعية لعدم السماح له بالعودة إلى مصر، فصار مدرساً في التعليم الابتدائي في المدارس السورية. نال الشهادة الجامعية ليسانس تاريخ، كما أوفد إلى الجزائر ليدرس فيها مدة أربع سنوات، ثم عاد إلى سورية ليمارس عمله التربوي.
أصيب باحتشاء عضلة قلبية عام 1981 وهو على رأس عمله، فأوفده القائد الخالد حافظ الأسد إلى لندن لإجراء عملية جراحية.
عاد بعدها ليمارس التدريس وهو ممتلئ بالحماس، ثم عيّن عضواً في اللجنة العلمية التابعة للهيئة الثقافية في المجلس الأعلى الإسماعيلي في "سلمية"، وانهمك بتأليف مجموعة من الأعمال الأدبية حتى داهمته المنية قبل أن يكمل مشواره الطويل، فتوقف القلب أخيراً بعد سنوات من المرض في 19 أيلول 1994».
وعن إنجازاته الأدبية حدثنا قائلاً: «كان والدي أديباً وناقداً وشاعراً أيضاً، حيث كان يشارك في مهرجان "سلمية" الشعري السنوي وأخيراً صار عضواً في لجنة التقييم النقدية الخاصة بالمهرجان، كما كان ينشر دراسات نقدية في مجلات عدة وأذكر منها أنه نشر دراسة نقدية في شعر "نزار قباني" في مجلة "الناقد" لصاحبها "رياض نجيب الريس"، وكان يقيم محاضرات في المركز الثقافي في "سلمية" منها كان في نقد روايات
كتاب "سلمية.. أم القاهرة في الميزان"
الكاتب "محمد إبراهيم العلي"، كما كان ينوي إنشاء مجلة أدبية تصدر من "سلمية"، لكنه توفي قبل أن يتم إنجازها، وأخيراً كانت محصلة نشاطه الأدبي وبحوثه الفكرية مجتمعة في كتابه "سلمية.. أم القاهرة في الميزان" الذي صدر بعد وفاته، وكان هذا الكتاب هو البصمة التي كان يخشى دائماً أن يفارق الحياة قبل أن يتركها، لذلك قضى السنوات العشر الأخيرة من حياته في إنجاز هذا الكتاب، الذي يعد اليوم من أهم الكتب التي تتحدث عن مدينة "سلمية"».
أما عن علاقاته الاجتماعية والأسرية فأضاف: «لولدي أصدقاء كثر، من الشعراء والأدباء والمفكرين على امتداد سورية وحتى خارج سورية فأينما ذهبنا نجد صديقاً واحداً له على الأقل، ودائماً كان يقيم ما يسمى "الصالون الأدبي"، حيث يجمع الأدباء الشعراء كل أسبوع في جلسات أدبية تطول وتطول.
أما في الأسرة فكان أباً حازماً وراقياً وحنوناً معاً، جاداً في وقت الجد، ومرحاً في وقت المرح».
كما التقينا صديقه الشاعر "منذر الشيحاوي" الذي حدثنا عنه قليلاً، فقال: «كان "فايز الضمان" رجلاً ذا ثقافة عالية، ويتمتع بشخصية قيادية، لذلك جعل من بيته مركزاً للحوارات والاجتماعات العائلية والجلسات الأدبية، حيث كان محاوراً ناجحاً، وأنا أعتبره بحق من الرموز الهامة في تاريخ "سلمية"».
ثم قرأ لنا بعضاً من أبيات قصيدته "هذي هي الدنيا" التي كتبها في رثاء "فايز الضمان" فقال:
«هذي هي الدنيا وذاك مداها/ تباً لها عشاقها قتلاها
عينا "سلمية" جمرتان على الردى/ ورفيفُ دمعتها تحشرج آها
مت كيفما شئت فأنت في وجداننا/ أنشودةٌ شقراءُ رقَّ صداها
أعلنت حبك للجميع بخافقٍ/ ضاوٍ تعضُّ به الجراحُ دماها
ماذا تقول أبا فراسَ قصيدةٌ/ لم تروِ بعدُ من النزيف ظماها».
موقع eSyria التقى الطبيب الشاعر "فراس الضمان"، النجل الأكبر للباحث "فايز الضمان" يوم الاثنين في 21 أيلول 2009، فحدثنا عن والده قائلاً: «ولد أبي في قرية "برّي الشرقي" في 13 حزيران 1941. درس الابتدائية والإعدادية في مدينة "سلمية"، ومن ثم أوفد إلى مصر للدراسة في الجامع الأزهر في قسم اللغة العربية، وكان رئيساً للبعثة السورية آنذاك. عاد إلى سورية في عهد الانفصال ولم يكمل دراسته الجامعية لعدم السماح له بالعودة إلى مصر، فصار مدرساً في التعليم الابتدائي في المدارس السورية. نال الشهادة الجامعية ليسانس تاريخ، كما أوفد إلى الجزائر ليدرس فيها مدة أربع سنوات، ثم عاد إلى سورية ليمارس عمله التربوي.
أصيب باحتشاء عضلة قلبية عام 1981 وهو على رأس عمله، فأوفده القائد الخالد حافظ الأسد إلى لندن لإجراء عملية جراحية.
عاد بعدها ليمارس التدريس وهو ممتلئ بالحماس، ثم عيّن عضواً في اللجنة العلمية التابعة للهيئة الثقافية في المجلس الأعلى الإسماعيلي في "سلمية"، وانهمك بتأليف مجموعة من الأعمال الأدبية حتى داهمته المنية قبل أن يكمل مشواره الطويل، فتوقف القلب أخيراً بعد سنوات من المرض في 19 أيلول 1994».
وعن إنجازاته الأدبية حدثنا قائلاً: «كان والدي أديباً وناقداً وشاعراً أيضاً، حيث كان يشارك في مهرجان "سلمية" الشعري السنوي وأخيراً صار عضواً في لجنة التقييم النقدية الخاصة بالمهرجان، كما كان ينشر دراسات نقدية في مجلات عدة وأذكر منها أنه نشر دراسة نقدية في شعر "نزار قباني" في مجلة "الناقد" لصاحبها "رياض نجيب الريس"، وكان يقيم محاضرات في المركز الثقافي في "سلمية" منها كان في نقد روايات
كتاب "سلمية.. أم القاهرة في الميزان"
الكاتب "محمد إبراهيم العلي"، كما كان ينوي إنشاء مجلة أدبية تصدر من "سلمية"، لكنه توفي قبل أن يتم إنجازها، وأخيراً كانت محصلة نشاطه الأدبي وبحوثه الفكرية مجتمعة في كتابه "سلمية.. أم القاهرة في الميزان" الذي صدر بعد وفاته، وكان هذا الكتاب هو البصمة التي كان يخشى دائماً أن يفارق الحياة قبل أن يتركها، لذلك قضى السنوات العشر الأخيرة من حياته في إنجاز هذا الكتاب، الذي يعد اليوم من أهم الكتب التي تتحدث عن مدينة "سلمية"».
أما عن علاقاته الاجتماعية والأسرية فأضاف: «لولدي أصدقاء كثر، من الشعراء والأدباء والمفكرين على امتداد سورية وحتى خارج سورية فأينما ذهبنا نجد صديقاً واحداً له على الأقل، ودائماً كان يقيم ما يسمى "الصالون الأدبي"، حيث يجمع الأدباء الشعراء كل أسبوع في جلسات أدبية تطول وتطول.
أما في الأسرة فكان أباً حازماً وراقياً وحنوناً معاً، جاداً في وقت الجد، ومرحاً في وقت المرح».
كما التقينا صديقه الشاعر "منذر الشيحاوي" الذي حدثنا عنه قليلاً، فقال: «كان "فايز الضمان" رجلاً ذا ثقافة عالية، ويتمتع بشخصية قيادية، لذلك جعل من بيته مركزاً للحوارات والاجتماعات العائلية والجلسات الأدبية، حيث كان محاوراً ناجحاً، وأنا أعتبره بحق من الرموز الهامة في تاريخ "سلمية"».
ثم قرأ لنا بعضاً من أبيات قصيدته "هذي هي الدنيا" التي كتبها في رثاء "فايز الضمان" فقال:
«هذي هي الدنيا وذاك مداها/ تباً لها عشاقها قتلاها
عينا "سلمية" جمرتان على الردى/ ورفيفُ دمعتها تحشرج آها
مت كيفما شئت فأنت في وجداننا/ أنشودةٌ شقراءُ رقَّ صداها
أعلنت حبك للجميع بخافقٍ/ ضاوٍ تعضُّ به الجراحُ دماها
ماذا تقول أبا فراسَ قصيدةٌ/ لم تروِ بعدُ من النزيف ظماها».